
رأت صحيفة “الواشنطن بوست” الأميركية أنّ واشنطن تريد اليوم الإسراع في العودة إلى الاتفاق النووي، بينما تتباطأ طهران، مضيفةً أنه على الرئيس الأميركي جو بايدن الانتظار ليرى ما سيحدث في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة في حزيران/ يونيو.
واعتبرت الصحيفة أنّ هناك اضطراباً غير مسبوق في إيران، “سواء بين مجتمع يعاني من صعوبات اقتصادية هائلة، أو في الساحة السياسية، حيث يتم الكشف عن الانقسامات العميقة أمام الرأي العام”، مضيفةً أنّ هذا البلد يمرّ “بنقطة تحوّل، بسبب استبعاد العديد من أبرز الشخصيات في تاريخ الجمهورية الإسلامية من الترشح للرئاسة، كالرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد ورئيس البرلمان علي لاريجاني”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ مجلس صيانة الدستور الإيراني وافق على قائمة من سبعة مرشحين لخوض السباق الرئاسي، معظمهم يعارضون علانية أي نوع من التسوية مع واشنطن، بحسب تعبيرها.
وفي حين توقع كثيرون استبعاد نجاد من الترشح للرئاسة، أشارت “الواشنطن بوست” إلى أنّ منع لاريجاني من الترشح، وهو الذي كان دائماً مؤيداً ثابتاً للمرشد الأعلى آية الله خامنئي، يبدو أنه سيكون له نتائج عكسية. وسألت الصحيفة: “من سيأخذ الانتخابات على محمل الجد عندما يُعتبر الرجل الأساسي في النظام غير ملائم بما فيه الكفاية”.
وتابعت “الواشنطن بوست”: “في النهاية، لن تغيّر نتيجة الانختابات توجه النظام. لكن عمليات الاستبعاد هذه، والنقاش الحاد حولها، هي مقياس لمدى تذبذب النظام. من المتوقع أن تكون نسبة إقبال الناخبين، التي استخدمها النظام دائماً لتبرير وجوده، منخفضة تاريخياً”.
ودعت بايدن إلى استغلال نقاط الضعف هذه، كما وصفتها، للحصول على أفضل صفقة ممكنة، مؤكدة أنه لم يعد بإمكان المسؤولين الإيرانيين إخفاء حقيقة أنهم فقدوا كل الدعم تقريباً.
وبحسب الصحيفة، فإنّ الحجة الرئيسية ضد استخدام نهج أبطأ في المفاوضات النووية مع إيران اليوم هي أنّ الصفقة قد تكون متاحة الآن ولكنها لن تكون كذلك في ظل حكومة “أكثر انعزالاً” في طهران، على حد تعبير “الواشنطن بوست”، مع ذلك، يبدو الأمر على أنه مخاطرة كبيرة، برأي الصحيفة، التي أضافت أنه يمكن أن تكون هناك فائدة من المفاوضات المباشرة “مع عناصر الحرس الثوري التي تعارض بشدة أي شيء يشبه التقارب مع واشنطن”. وتابعت: “إنهم يسيطرون على مصير الأميركيين المحتجزين كرهائن في إيران، إنّ إطلاق سراحهم سيوفر حافزاً لبايدن لمواصلة المناقشات”.