
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إنه بعد ثمانية أشهر من تسليط الضوء على أحد أكبر تحالفات السيارات في العالم، تواجه محكمة في طوكيا سؤالاً محورياً: هل كان كارلوس غصن قائداً لا تستطيع شركة “نيسان” تحمّله؟ أو لا تستطيع تحمّل خسارته”؟
وبحسب الصحيفة، فإنّ الرجل الذي يُحاكم بالفعل اليوم في محكمة طوكيو هو غريغ كيلي، محامي من ولاية تينيسّي الأميركية عمل في شركة “نيسان” لمدة 30 عاماً قبل توقيفه عام 2018 بتهمة التآمر لإخفاء الحجم الحقيقي لأجر كارلوس غصن الذي يبلغ 87 مليون دولار، وفق “فايننشال تايمز”.
ويركّز المدّعون العامّون وفريق الدفاع حالياً، أكثر من أي وقت مضى، على غصن، الرجل الغائب عن المحاكمة، وأضافت الصحيفة أنّ هذا التركير قدّم للمحكمة صورتين متناقضتين تماماً عن الرجل.
وتابعت “فايننشال تايمز”: “صوّر المدّعون، من خلال شهادات كبار المسؤولين التنفيذيين السابقين والموظفين ذوي الرتب المنخفصة نسبياً، غصن على أنه مستبدّ ومرعب. وفقاً للشهود، كانت كلمة غصن في شركة نيسان هي القانون، وكان جشعه خارج نطاق السيطرة وخططه ستضرّ بالشركة في النهاية”.
وتنقل الصحيفة عن إحداهن، التي قدمت شهادتها من وراء شاشة غير شفافة للمحكمة، أنها خلال السنوات العشر التي عملت فيها مع غصن انتقلت من الاعتقاد بأنه محاط بـ”هالة خاصة”، إلى التفكير بأنه كان مدفوعاً بالجشع!
وبسبب هذا النوع من الصفات، استنتج المدّعون العامون أنه كان من الطبيعي أن يأمر غصن المحامي كيلي ببناء آلية لإخفاء حجم راتبه إذا كان ذلك يناسب طموحه في الحفاظ على صورة معيّنة في فرنسا واليابان، كما تذكر الصحيفة البريطانية.
من جهة أخرى، قدّم فريق الدفاع عن كيلي، كارلوس غصن كمسؤول تنفيذي يعتمد مستقبل شركة “نيسان” عليه بشكل كامل. “فبينما كانت الشركة تتأرجح من أزمة إلى أخرى، بما في ذلك خلال فترة ما بعد زلزال توهوكو وتسونامي عام 2011، والطرد الخاطئ لموظفي شركة رينو للاشتباه في تجسس الشركة، أصبح الاحتفاط بغصن أكثر خطراً من أي وقت مضى”، كما تنقل “فايننشال تايمز”.
وبرأي كيلي الذي قدّم شهادته للمحكمة، كانت شركة “نيسان” قلقة للغاية من أن ينضم غصن إلى شركة منافسة، مع احتمال أن يأخذ معه عدداً كبيراً من المديرين التنفيذيين إذا فعل، كما أكّد أن الدافع الرئيسي للاحتفاظ بغصن كان “تقديم خدماته إلى نيسان وحماية استقلال هذه الشركة عن رينو”.
وبحسب الصحيفة، إنّ هذه الشهادة من كيلي أثارت فكرة أنّ المسؤولين التنفيذيين في نيسان كانوا يخشون أن يجبر غصن الشركة اليابانية على تنازلات أكبر مع شركيتها الفرنسية رينو.
ووفقاً لكيلي ومسؤولين تنفيذيين سابقين آخرين في نيسان، ازدادت المخاوف بشأن الاحتفاط بغصن بعد تخفيض راتبه لمعالجة تغيير في قواعد اليابان بشأن الإفصاح عن التعويضات التي تم تقديمها عام 2010. وكان غصن، الذي كان أحد المديرين التنفيذيين الأعلى أجراً في اليابان، يخشى من أن يتسبب الكشف عن راتبه بالكامل برد فعل عام عنيف وأن يُثبط عزيمة الموظفين في نيسان، كما تنقل الصحيفة.
ورأت “فايننشال تايمز” أنّ السؤال المركزي للقضاة اليابانيين هو ما إذا كان غصن قد أصدر تعليماته للمديرين التنفيذيين في نيسان لإيجاد طرق لتسديد ما كان يريده مع الإعلان فقط عن المرتّب المخفّض، أو ما إذا كانت الشركة قد توصلت إلى خطة مكافآت جديدة من تلقاء نفسها لأنها تخشى فقدان رئيسها التنفيذي!
ترجمة: MediaFactoryNews©