هل العودة للاتفاق النووي الإيراني مسألة أيام؟

كتب هادي بو شعيا:
 
تأتي مناشدات 300 أميركي من أصل إيراني 
للرئيس الأميركي جو بايدن، مطالبةً بعدم تخفيف العقوبات عن النظام الإيراني والعمل على دعم نظام ديمقراطي في طهران، كهمسات لا تُسمع وأصوات لا تُرفع.

 
ذلك أن ثمة من يرى أن بايدن ليس الشخص المناسب للتوجه إليه ومناشدته، وأنه كان بالحري مخاطبة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وفريقه فهما الحاكمان الفعليان لأميركا. إذ بات جليًّا أن الإدارة الأميركية الحالية ما هي إلا إمتدادًا لإدارة أوباما والتي تشبه في كثير من مواصفاتها وإدائها ونهجها إدارة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر التي أسست في العام 1979 لسياسة الرضوخ الأميركي لإيران.  
 
ولعلّ ذلك ما يُفسّر قيام بايدن، منذ أيام قليلة، بزيارة لكارتر البالغ من العمر 96 عامًا. زيارة فسّرها البعض، لا بل البعض الكثير، أنها ليست سوى إقرارًا بالسير على خطاه، الذي اتخذ قرارًا بالخضوع لإيران.
 
في حين خضعت تلك الزيارة لتأويلات البعض الآخر والتي تشي برغبة بايدن الإفادة من خبرات رجل عرَف النظام الإيراني عن كثب، ومن تجربته السيئة معه (النظام الإيراني) التي كانت إحدى أبرز العوامل التي أطاحت بحظوظه بولاية ثانية في ذلك الزمان الذي انطوى وانقضى.
 
ويبدو أن بايدن يريد أن يعيد ذلك التاريخ وأن يرضخ للإيرانيين، وما يدلّ على ذلك  تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني أول من أمس، محدثًا ضجّة في الأوساط السياسية كافة، خصوصًا وأنها أتت من جانب واحد. إذ يقول: ” تمّ الاتفاق على رفع العقوبات الأميركية الرئيسية كافة المفروضة على إيران، ومفاوضات ڤيينا مستمرة لبحث بعض الجزئيات”، ويضيف روحاني: “أن الأميركيين والأوروبيين يدركون أن لا خيار أمامهم سوى رفع العقوبات والعودة للاتفاق”. 
 
أما في واشنطن، فإدارة بايدن تتخبّط وتكرّر، في غير مناسبة، أنها تدرس تخفيف العقوبات الاقتصادية عن إيران. الأمر الذي أفقد الموضوع أهميته وصدقيته لينال من قيمته. وما بات واضحًا أن طهران تريد رفع العقوبات كلّها، حتى تلك التي فرضها ترامب على جنرالات الحرس الثوري الإيراني والمؤسسات المالية التابعة له. ورفع العقوبات هذه قد يوحي للبعض أن هناك مزيدًا من الممارسات الرامية لزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية.
 
كما أن تصريحات روحاني تختلف مع ما يقوله بايدن.
والسؤال هنا من هو الأصدق بينهما؟
 
هل صحيح أن هناك ميولاً مبيّتةً لتصديق طهران، ظنًا منها أن لا خيار أمامه الإدارة الأميركية الجديدة سوى الاستسلام إزاء مطالبات صناعة القرار في إيران؟ وهل ربحت طهران الجولة؟
 
لماذا لم يعلّق الأميركيون على تصريحات روحاني الذي صدم الكثيرين؟
 
ما هي نتائج مباحثات ڤيينا وهل يستطيع بايدن رفع العقوبات؛ أليس الموضوع بيد الكونغرس الأميركي؟!
 
هل بإمكان الأوروبيين أن يجرّوا الولايات المتحدة خلف إرادتهم السياسية بتطبيع العلاقات مع إيران، بعدما كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يسخر منهم، معتبرًا أن واشنطن هي صاحبة القرار في كل شيء، وأن الأوروبيين ليسوا سوى تابعين مثيرين للضجر؟!
 
ماذا عن المفاوضات الجانبية داخل مفاوضات ڤيينا، خصوصًا تلك المتعلّقة بزيارة الموفد الأميركي المكلّف ملف اليمن تيم ليندركينغ للسعودية وإيران، والتعاون من أجل إنهاء ملف اليمن، والذي نال رضىً إيرانيًا بُعيد اجتماعات إيرانية-سعودية في العراق؟!
 
ماذا عن سباق التسلّح الذي تشهده دول المنطقة، في حال خَلُصت مفاوضات ڤيينا إلى نهايات سعيدة لإيران والولايات المتحدة؟!
 
ما هي ردود الفعل الإسرائيلية فيما هي مشغولة اليوم في الداخل المحموم، في وقت يسعى في خلاله رئيس وزرائها المنتخب بنيامين نتنياهو، الذي يطوي آخر صفحاته في المعترك السياسي، محاولاً تشكيل حكومة طوارئ على إثر الاشتباكات الدموية الحاصلة في القدس، والسعي الجامح لبناء مستوطنات فيها بالقوة؟
 

ماذا ينتظر مستقبل العلاقات الإيرانية-الأميركية في حال فشلت المفاوضات القائمة اليوم بسبب التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان. وما انعكاساتها على مصير ومسار المنطقة عمومًا؟!

 
هل تسير المفاوضات لمكابدة الوقت الذي يفرز استحقاقين زمنيين الاوّل المتمثّل بما ذكّر به رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني مجتبى ذوالنور، إنه إذا لم تصل محادثات فيينا إلى نتيجة بحلول 23 أيار/مايو، فإنه وفقًا للقانون الذي أقرّه البرلمان، يجب إغلاق كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنشآت النووية،  وتدمير مقاطع الفيديو المسجلة في الأشهر الثلاثة الماضية. والاستحقاق الثاني المتمثّل بالانتخابات الرئاسية الإيرانية في 18 حزيران/يونيو المقبل والتخوّف من وصول شبه مؤكد للمحافظين؟! 
 
 
MediaFactoryNews©

Read Previous

مبادرة بري المستجدة.. افكار جديدة للحل

Read Next

بيروت أقرب من القدس يا سيد