عندما إستفاقت الدولة اللبنانية من غيبوبتها…بلدية الحدت كانت على حق يوم طبّقت القانون على النازحين السوريين

كتب مارون ناصيف

عندما كانت بلدية الحدت – سبنيه – حارة البطم سبّاقة في تطبيق القوانين اللبنانية على النازحين السوريين العاملين ضمن نطاقها، قامت قيامة بعض المنظّرين بحقوق الإنسان ضدها متهمين إياها بالعنصرية !

وعندما أنذرت ومن ثم طردت عدداً من السوريين العاملين كنواطير للأبنية السكنية ضمن نطاقها، لسبب أنهم يخالفون القوانين اللبنانية التي تسمح لهم بالعمل فقط ضمن مجالات ثلاثة، عمال نظافة، وعمال زراعة، وعمال بناء، ذهب هذا البعض بعيداً في تنظيره مطالباً بملاحقة رئيس البلدية جورج عون ومن معه من أعضاء في المجلس البلدي قضائياً !

أما عندما أقفلت عدداً من المحال التجارية التي فتحها سوريون ضمن نطاقها، فلم يبقَ أمام هذا البعض السخيف إلا أن يتهمها بأنها تقوم بما تقوم به من إجراءات ضد النازحين السوريين لأهداف إنتخابية وكي يبقى “الريّس” جورج عون وفريقه وعلى رأسه “الدينامو” جورج حداد، على رأس بلدية البلدة الأكبر في قضاء بعبدا !

نعم كان السخفاء والمنظّرون على علم بأن منع النازحين السوريين من العمل بمهن غير النظافة والبناء والزراعة، كان تنفيذاً لقرار صادر عن وزير العمل السابق محمد كباره بتاريخ 28 كانون الثاني من العام 2017
كانوا يعلمون أن القرار ليس بلدياً إعتباطياً أصدره جورج عون ومن معه في البلدية وعلى رغم كل ذلك، قاموا بحملتهمم السخيفة القائمة على المزايدة والإفتراء.
اليوم وبعد سنوات على إجراءات بلدية الحدت الهادفة الى تنظيم العمالة السورية ضمن نطاقها، إستفاقت الدولة اللبنانية برئيس حكومتها نجيب ميقاتي ووزيري إقتصادها وشؤونها الإجتماعية أمين سلام وهيكتور حجار على حقيقة أن الإجراءات التي طبقتها البلدية كانت في محلها وصائبة.

إستفاقت الدولة اللبنانية على حقيقة أن لبنان المنهار إقتصادياً ومالياً لم يعد بإمكانه أن يتحمّل كلفة النزوح السوري في لبنان.
إستفاق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على حقيقة أن لبنان يجب أن يطبق القوانين اللبنانية ضد النازحين السوريين بهدف ترحيلهم كونه لم يعد قادراً على تحمّلهم مادياً.

إستفاق وزير الإقتصاد أمين سلام على حقيقة أن في لبنان مليون ونصف مليون نازح سوري ولصالح هؤلاء تذهب يومياً 400 ألف ربطة خبز أي أن النازحين يستفيدون من حوالى 50% من الأموال التي تصرفها الحكومة على دعم الخبز والتي من المفترض أن يستفيد منها اللبنانيون.

إستفاق الوزير سلام أيضاً على أن عدداً كبيراً من ربطات الخبز المدعومة، يحمّل يومياً من البقاع والشمال ويهرّب الى سوريا حيث تباع الربطة بـ50 و60 ألف ليرة.
إستفاق وزير الشؤون هيكتور حجار على حقيقة أن لبنان يدعم النازحين السوريين بـ9 ملايين دولار شهرياً تذهب فقط كثمن لربطات الخبز هذا فضلاً عمّا تتكبده الخزينة على هؤلاء من أعباء كالكهرباء والمياه والبنى التحتية.

نعم إستفاق هكتور حجار في حزيران من العام 2022 أن اليد العاملة السورية دخلت كل القطاعات وأكثر من ذلك هي لم تعد يداً عاملة فقط بل تحولّت الى مستثمر ينافس اللبنانيين في بلدهم.

نعم لقد إستفاقوا جميعاً الى حقيقة وصوابية وقانونية ما قامت بلدية الحدت منذ أكثر من خمس سنوات حيال النازحين السوريين ولكن، أن تأتي هذه الإستفاقة ولو متأخرة خير من ألا تأتي، والعبرة تبقى دائماً في متابعة كل الإجراءات وصولاً الى ترحيل النازحين وإعادتهم الى بلدهم.

Read Previous

عمر حرفوش من جديد!

Read Next

استعراض قبل التصعيد العسكريّ؟