هكذا ساهم الإشتراكيون بإسقاط مروان خير الدين

كتب مارون ناصيف

منذ أن أعلن ترشيح المصرفي مروان خير الدين على لائحة ثنائي حزب الله وحركة أمل في دائرة الجنوب الثالثة، كان واضحاً وضوح الشمس أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط غير راضٍ عن هذا الترشيح وقد عبّر عن إعتراضه هذا عبر القنوات السياسية التي يراها مناسبة.

إعتراض جنبلاط على خير الدين، إنطلق عشية الإنتخابات من سببين، أولهما أن خير الدين محسوب على رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان، لا بل أكثر من ذلك هو أحد أقربائه، والسبب الثاني يعود الى طريقة ترشيحه من قبل الثنائي وتحديداً من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ففي الدورات الإنتخابية السابقة، جرت العادة أن يتوافق بري مع جنبلاط على ترشيح النائب السابق أنور الخليل كونه على علاقة جيدة بعين التينة والمختارة في آن معاً، وبالتوافق أيضاً كان الخليل يجلس على طاولة كتلة التحرير والتنمية.

في عملية ترشيح خير الدين، هناك أمر ما تغيّر إذ رشحه بري من دون العودة الى جنبلاط وكأن المقصود من هذا الترشيح إيصال رسالة الى الزعيم الدرزي بأن قواعد اللعبة إختلفت هذه المرة وبأن الثنائي هو الذي يختار المرشح عن المقعد الدرزي في مرجعيون وحاصبيا ومن دون العودة اليه أو إستشارته.

لكل ما تقدم، لم يمر مرور الكرام لدى قيادة الحزب الإشتراكي ترشيح خير الدين وبالطريقة التي جاء فيها، لكنها في الوقت عينه لم تصدر موقفاً علنياً يدعو مناصريها في هذه الدائرة الى التصويت لصالح لائحة التغيير وإعطاء الأصوات التفضيلية لفراس حمدان منافس خير الدين على المقعد الدرزي.
على عكس ذلك، تعهد جنبلاط لبري بدعم لائحة الثنائي وبالتصويت لخير الدين على رغم عتبه على ما حصل، غير أن وعود الحقل الجنبلاطي لم تتطابق مع حسابات البيدر، وقد صوّت عدد كبير من الإشتراكيين في مرجعيون وحاصبيا للائحة التغيير وأعطوا اصواتهم التفضيلية لفراس حمدان الذي فاز بالكسر الأعلى على حساب خير الدين حاصداً 4859 صوتاً مقابل 2634 صوتاً لخير الدين.

تسرّب الأصوات هذا من ناخبي الحزب الإشتراكي لصالح حمدان ولائحة التغيير، تصفه مصادر رفيعة في الحزب الإشتراكي بـ”العفوي” و”غير المقصود أو المتعمّد” وتقول “لقد أعطينا بري التزاماً بالتصويت لخير الدين على رغم عدم إقتناعنا بترشيحه، وهذا ما قمنا به يوم الإنتخابات، أما ما حصل فعلياً فهو عدم التزام عدد كبير من مناصري الحزب في مرجعيون وحاصبيا بقرار القيادة وتصويتهم لصالح فراس حمدان كرد فعل على الطريقة التي تم فيها ترشيح مروان خير الدين والتي يعلمون مسبقاً أن رئيس الحزب أي جنبلاط لم يكن راضياً عليها”.

في المحصّلة، وبحجة عدم التزام المناصرين، سجّل جنبلاط هدفاً في مرمى الثنائي بعدما ساهم بإسقاط خير الدين، كل ذلك من دون أن يكسر الجرة نهائياً مع صديقه وحليفه التاريخي بري الذي سيحصل على أصوات كتلة اللقاء الديمقراطي الـ8 في جلسة الثلثاء التي سيجدد فيها بري إنتخابه رئيساً لمجلس النواب.

هذا الهدف الجنبلاطي أراد الزعيم الدرزي أن يقول للثنائي من خلاله ولو بطريقة غير مباشرة، “لا تكرروا الخطأ ذاته في الدورة الإنتخابية المقبلة وإلا العواقب ستكون وخيمة أيضاً”.

Read Previous

اكثر من طرف يدعم عطيه

Read Next

جرادة لموقعنا: لا نعمل من تحت الطاولة وكل الاوضاع السيئة اولويتنا