
كتب مارون ناصيف
بعدما عرضنا في الجزء الأول من هذا التقرير أرقاماً ملفتة للنظر حصل عليها مرشّحون خاسرون في الإنتخابات النيابية الأخيرة بعدما خاضوا المعركة في دائرتي بيروت الأولى والثانية، سنُخصّص الجزء الثاني منه لاستكمال عرض عيّنة إضافية عن هذه الأرقام التي سجّلت في الدوائر الأخرى باستثناء دائرتي بيروت.
ففي دائرة زحله مثلاً، تخيّلوا أنّ المرشّح السنّي على لائحة الكتلة الشعبية محمد حمود حصل على مجموع أصوات يفوق تلك التي نالتها رئيسة اللائحة والكتلة الشعبية ميريام سكاف. حمود نال 5869 صوتاً بينما حصلت سكاف على 4825 صوتاً علماً أنّ حمود يخوض الإنتخابات للمرة الأولى.
من الأرقام الملفتة جداً في دائرة الجنوب الثالثة أي النبطية بنت جبيل مرجعيون وحاصبيا، هو حصول رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على 48543 صوتاً تفضيلياً وهو الرقم الأعلى في كلّ لبنان، وحصول المرشّح السنّي على لائحة ثنائي حزب الله وحركة أمل النائب قاسم هاشم على 1215 صوتاً فقط وهو رقم قليل جداً لشخصية تشغل مقعدها النيابي منذ العام 2000 !
تخيّلوا مثلاً أنّ حليفي التيار الوطني الحر في صيدا – جزين علي الشيخ عمار ومحمد القواس اللذين ترشّحا عن المقعدين السنّيين في صيدا، لم يتمكّنا من جمع أكثر من 242 صوتاً فقط، 77 صوتاً لعمار و165 للقواس وهو أمر يطرح السؤال، لماذا خاض الرجلان المعركة الإنتخابية وبأيّ هدف؟
وتخيلوا أيضاً أنّ هناك مرشّحين نالوا صوتين تفضيلين فقط ومنهم في دائرة الشوف – عاليه، سلمان عبد الخالق المرشح عن المقعد الدرزي على لائحة الجبل ينتفض، ومعضاد أبو علي المرشح عن المقعد الدرزي على لائحة صوتك ثورة. وهنا يطرح السؤال، لماذا يخوض مرشحون كهؤلاء الإنتخابات وهم على علم مسبق بأنّ عائلتهم الصغيرة (زوجة، والد، والدة…الخ) لن تعطيهم أصواتها التفضيلية ؟!
رئيس تجمّع أصحاب المولّدات الكهربائية الخاصة عبدو سعاده الذي بٌحّ صوته خلال حملته الإنتخابية، كانت غلّته فقط 104 أصوات في دائرة بعبدا. أيضاً ألفرد رياشي الذي ترشح على لائحة متنيون سياديون في المتن الشمالي والذي يترأس المؤتمر العام للفدرالية ويطالب بتطبيقها في كلّ لبنان حصل على 100 صوت فقط.
لائحة متن التغيير التي شكّلها حزب الكتائب في المتن الشمالي أيضاً سجّلت أرقاماً ملفتة للنظر. فالمرشح سمير صليبا نال 3219 صوتاً وهو رقم كبير نسبة لشخصية تخوض الإنتخابات للمرة الأولى ولم تحصل على أصوات حزب الكتائب. في المقابل، كان متدنّياً جدّاً مجموع الأصوات الـ364 الذي حصلت عليه الإعلامية ريما نجيم على اللائحة ذاتها.
وكما نجيم كذلك بالنسبة إلى الممثّلين أسعد رشدان وميشال أبو سليمان. فالأول نال فقط 59 صوتاً في دائرة جبيل كسروان والثاني نال 186 في دائرة الشوف عاليه، وهذا ما دفع بالكثيرين إلى انتقادهما على وسائل التواصل الإجتماعي.
أيضاً شكّل مجموع الأصوات التي حصل عليها النائب السابق شامل روكز في كسروان مادة للسخرية على وسائل التواصل الإجتماعي. فالرجل نال 623 صوتاً فقط في الإنتخابات التي خاضها على لائحة النائب فريد هيكل الخازن، بينما في دورة العام 2018 كان رصيده 7300 صوت يوم ترشّح على لائحة التيار الوطني الحر وفاز بمقعده النيابي.
أخيراً وفي صدارة الأرقام الملفتة للنظر، يبقى الرقم الذي سجّله الإعلامي جاد غصن في المتن الشمالي بعد نيله 8526 صوتاً ونيل لائحته 11555 صوتاً الأمر الذي أدّى الى خسارته على 88 صوتاً فقط.