
كتب مارون ناصيف
من الدوائر التي إرتكبت فيها قوى المعارضة خطأ إنتخابياً مميتاً هي دائرة جبل لبنان الثالثة أي بعبدا. هذا الكلام ليس من باب الرأي ولا من باب التحليل. هذا ما تؤكده أرقام فرز صناديق الإقتراع في هذه الدائرة.
في النتيحة النهائية لهذه الدائرة، فازت لائحة تحالف حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي بثلاثة مقاعد لكل من علي عمار(14852 صوتاً) وفادي علامة (4862 صوتاً) وآلان عون (8457 صوتاً) بينما حصلت لائحة تحالف القوات اللبنانية مع الحزب التقدمي الإشتراكي على المقاعد الثلاثة المتبقية لصالح بيار أبو عاصي (14756 صوتاً) وهادي أبو الحسن (10767 صوتاً) وكميل دوري شمعون (1876 صوتاً).
الحاصل الأول في بعبدا وصل الى 14121 صوتاً وهذا ما منع اللوائح الخمس المتبقية من الفوز بأي مقعد كونها لم تتمكن من بلوغه بسبب تشتتها وما خفّض الحاصل الثاني الى 10730 صوتاً، وهنا بيت القصيد.
فلنجمع مثلاً ما حصدته اللوائح المعارضة من أصوات لصالح لائحة واحدة فيما لو حصل الإتفاق.
لائحة بعبدا التغيير التي ضمت واصف الحركة (4092 صوتاً) وميشال الحلو(5483 صوتاً) وزياد عقل ومرشحين آخرين حصلت على 13201 صوت، بينما نالت لائحة بعبدا تنتفض التي ضمت خليل الحلو(3819 صوتاً) المدعوم من الكتائب ونعيم عون ورمزي كنج وهما من قدامى التيار الوطني الحر، 5010 أصوات. أما لائحة قادرين التي شكلتها مواطنون ومواطنات في دولة فجمعت 952 صوتاً، مقابل 766 صوتاً للائحة نحنا التغيير التي شكلها الناشط ميشال شمعون و417 صوتاً للائحة معاً نستطيع التي شكلها عبدو سعاده.
إذاً، 13201 + 5010 + 952 + 766+417 = 20346 صوتاً. هذا الرقم كان سيسمح حكماً للائحة المعارضة لو توحّدت من بلوغ الحاصل الأول أي 14121 صوتاً ومن المنافسة على المقاعد.
لو حصل هذا السيناريو لبقي الحاصل الأول كما هو أي 14122 صوتاً ولما إحتاجت لجان القيد الى إحتساب الحاصل الثاني على إعتبار أن اللوائح الثلاث المتنافسة نالت الحاصل وبقيت كلها في المنافسة.
عندها كانت النتيجة على الشكل التالي:
لائحة الثنائي + التيار: 33962/ 14122 =2،40
لائحة القوات + الإشتراكي: 29801/ 14122 = 2،11
لائحة المعارضة والتغيير: 20346 / 14122 =1،44
من لائحة الثنائي التيار والحزب كان سيفوز علي عمار وآلان عون ومن لائحة القوات الإشتراكي كان سيفوز بيار أبو عاصي وهادي ابو الحسن ومن لائحة المعارضة كان الفوز سيكون من نصيب ميشال الحلو بالحاصل وواصف الحركة بالكسر الأعلى. ميشال الحلو على حساب كميل شمعون من لائحة القوات والإشتراكي وواصف الحركة على حساب مرشح حركة أمل فادي علامة من لائحة الثنائي والتيار الوطني الحر.
هذا السيناريو الواضح المعالم يجب أن يشكل درساً تتعلم منه قوى المعارضة في الدورات الإنتخابية المقبلة هذا إذا كانت تريد حقاً حصد أكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب.