كميل سلامة لـ ميديا فاكتوري نيوز: أنا أعيش في المسرح لأنه بَيتي وحَياتي

كتب طوني طراد

أستاذ وممثل ومخرج وكاتب، أربع وزنات تمَيّز بها كميل سلامة على مدى أكثر من 40 عامًا… لكنّ الشهرة لم تسكره، بل جعلته متواضِعًا على كِبَر، وخَلوقًا على شموخ… وبعد أن كان له دور مميّز في مسلسل “للموت 2″، كان لا بدّ من لقائه، فكان هذا الحوار

لماذا توقّفت عن كتابة المسلسلات الفكاهية مع أنك كنت بارعًا فيها، ولا يزال الناس يتذكرونها الى اليوم، مثل مسلسلَي: بيت خالتي، ونِيّال البيت؟
إنّ كتابة المسلسلات، فكاهيّة كانت أو غيرها، لا تتوقّف على رغبة الكاتب وحده. هناك عدّة عوامل ليس أقلّها طلب الشركات الإنتاجيّة والشاشات العارضة… يكفيني أنّ المسلسلين المذكورين في السؤال ما زالا حاضرين في ذاكرة المشاهدين، وما زالا، كما لاحظت، يحظيان بنفس ردّات الفعل عند تكرار إعادتهما مرّات ومرّات منذ أكثر من ثلاثين سنة (مع الأسف انّنا لا نطبّق عندنا قانون الملكيّة الفكريّة)… وما يُفرحني أنّ جيلاً لم يعرف هذه المسلسلات حينها، يتفاعل معها الآن بشكل لا يقلّ عن تفاعل جمهور تلك الايّام.
في السنوات الأخيرة، كانت إطلالاتك التمثيلية خجولة إذا ما قارنّاها بمسيرتك الفنية الطويلة، الى أن شاهدناك بدور لافت في مسلسل “للموت 2″، فهل النصوص التي كانت تُعرض عليك لم تنل إعجابك أو انّ هناك أسباباً أخرى؟
قد تكون الأدوار التلفزيونيّة قليلة في السنوات الأخيرة، الّا أنني كممثّل شاركتُ في أكثر من فيلم سينمائي كان له نصيب كبير من النجاح في لبنان والعالم، مثل: “قضية رقم 23” سنة 2017 لزياد الدويري وقد وصلَ الى نهائيات الأوسكار، “بلا هَيبة” سنة 2018 من إخراج رافي وهبه… كما شاركت في بعض الأعمال التلفزيونيّة التي عُرضت على المنصّات، أبرزها: “العميد” سنة 2018 مع تيم حسن وكان من إخراج باسم السلكا، “وعيت” سنة 2019 وكان من إخراج مازن فياض… والحقيقة أنني لم أرفض الكثير، بل لم يعرض عليّ الكثير… وهذا السؤال بِرَسم من يقرّر… الأهمّ أنّني طوال هذه السنوات لم أتوقّف عن تقديم الأعمال سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون، كتابة وإخراجاً وتمثيلاً .
هناك نخبة من الممثلين اللبنانيين كانوا يؤدون أدوارًا لشخصيات تاريخية في الكثير من المسلسلات العربية التي كانت تُعرَض على شاشات التلفزة اللبنانية والعربية، فلماذا لم تؤدّ أدوارًا في هذه المسلسلات؟ وهل ستؤدّيها في المستقبل إذا عادت شركات الانتاج للاهتمام بهذه المسلسلات؟
لم يُقدّر لي أن أشارك كممثّل في المسلسلات التاريخيّة العربيّة أو المحليّة التي كانت تنتج في السنوات الماضية لأنّه، وبكلّ بساطة، لم يعرض عليّ ذلك… لكنني سنة 2021 شاركتُ في مسلسل “سَفر برلك” من إخراج الأستاذ الليث حجّو، وهو عمل ضخم جدًا وأتمنّى أن يُعرض قريبًا.
هل يشدّك الحنين الى المسرح؟ وهل تحضّر لمسرحية جديدة بعد انحسار وباء كورونا؟
المسرح هو بيتي وحياتي… لا أحنّ إليه بل أعيش فيه… وأنا لم أتوقّف عن تقديم المسرحيّات وبخاصّة في السنوات الست الأخيرة، ومنها: “إنجازات حياة” سنة 2015، “كلّكن سوا” سنة 2016، “طرّة نقشة” سنة 2018، إضافة الى مسرحيّتي الأخيرة “أربعة وستّين” سنة 2019، وبالطبع سيكون هناك مسرحيّات جديدة حالما تسمح كلّ الظروف بذلك .
كأستاذ جامعي خَرّجتَ أجيالاً عديدة من الممثلين، هل تعتقد أنّ هناك خامات طلابية جديدة من الممكن أن تصبح نجومًا في المستقبل؟ وما المحفّزات التي تُقرّبها من هذا الهدف؟
الموهبة ليست حكرًا على زمن ولا على جيل… من الطبيعي أنّ الخامات موجودة ومستمرّة… كلّنا كنّا شبابًا مُتحمّسين مُواظبين، وهذه هي سنّة الحياة… أملي كبير أنّ جيل الشباب سيكون خزّانًا للكثير من المواهب يتفوّق على مَن سبقه لأنّه جيل يؤمن أنّ الثقافة والعلم والاطّلاع تُطوِّر الموهبة …
كمواطن لبناني وأستاذ جامعي وفنّان كيف تَتكيّف مع الأزمة الاقتصادية والمالية المتردية في لبنان؟
كإنسان يعيش هنا، مررتُ كغيري ومَن هم من جيلي بأكثر من أزمة ومن كلّ الأنواع… منذ الطفولة ومرورًا بالمراهقة والشباب والكهولة، لم تمرّ علينا أكثر من بضع سنوات متتالية طبيعيّة… المهمّ أنّني لا أسمح لنفسي بنقل خَيباتي فِكريّا الى جيل قرّر أن يغيّر بحثًا عن مستقبل يتخطّى الأزمات بَدل أن يتكيّف معها…

Read Previous

النائب شربل مسعد لموقعنا: سنشكل اكبر تكتل نيابي مع مَن يشبهنا وانا مع ضخ دم جديد في رئاسة المجلس والحكومة

Read Next

قراءة في تجربة “شمالنا” الانتخابية