
كتبت لارا الهاشم
في كثيرٍ من الدوائر شكّل قانون الانتخابات لعبةَ حظٍّ لعددٍ من المرشحين وفي دوائر أخرى كان مجحفاً بحق آخرين. مرشحون صاروا نواباً بأصوات ضئيلة وآخرون رسبوا على الرغم من حصولهم على آلاف الأصوات بفعل لعبة الكسر الأعلى.
في بيروت الأولى مثلاً فازت سينتيا زرازير على لائحة “لوطني” بمقعد الأقليات ب٤٨٦ صوتاً تفضيلياً في وجه مرشح القوات إيلي شربشي الذي حاز على ٧٢٧ صوتاً والسبب أن لائحة زرازير حازت على كسر ٠،٤٩٩ مقابل كسر ٠،٣٩٨ للائحة القوات.
في بيروت الثانية تكرّر المشهد مع مرشح الأحباش أحمد الدباغ الذي حاز على ٥٨٣٧ صوتاً تفضيلياً لكن المقعد السني الثالث كان من حصّة وضاح الصادق بسبب الكسر ٠،٥٠٥ الذي حصلت عليه لائحته “بيروت التغيير” بعدما استوفت لائحة الأحباش كامل مقاعدها.
مشهد الكسر الأعلى تنقّل من بيروت إلى عكار حيث فاز مرشح لائحة “الاعتدال الوطني” أحمد رستم بالمقعد العلوي ب ٣٢٤ صوتاً على مرشح لائحة “عكار أولا” حيدر عيسى رغم نيل الأخير ٣٩٤٨ صوتاً والسبب أن لائحة الاعتدال الوطني حازت على ٤١،٨٤٨ صوتاً مقابل لائحة “عكار أولا” التي حازت على ٤١،٧٦١ صوتاً.
ولن تستغربوا إذا علمتم أن مرشح لائحة “انقاذ وطن” في طرابلس جميل عبود فاز بمقعد الروم الأورثوذكس ب ٧٩ صوتاً في وجه رفلي دياب على لائحة فيصل كرامة_جهاد الصمد الذي حاز على ٢٢٩٤ صوتاً بعد استيفاء اللائحة حصّتها من المقاعد.
من بين النواب الذين وصلوا بأصوات ضئيلة شربل مسعد عن أحد المقعدين المارونيين في صيدا جزين ب ٩٨٤ صوتاً فقط مقابل ابراهيم عازار الذي خسر رغم حصوله على ٧٨٩٤ صوتاً لأن لائحته لم تصل إلى الحاصل كذلك الأمر بالنسبة للائحة التيار الوطني الحر التي حصل أحد مرشحيها عن المقعد نفسِه أمل أبو زيد على ٥١٨٤ صوتاً.
في البقاع الغربي راشيا أسقط غسان سكاف النائب إيلي الفرزلي ب٧٧٦ صوتاً مقابل ٢٣٠٤ صوتاً للفرزلي بعد استيفاء لائحة الأخير لكامل المقاعد.
في دوائر أخرى انعكس المشهد حيث كاد بعض المرشحين أن يصل إلى الندوة البرلمانية لو حاز على بضع أصواتٍ إضافية مثل مرشحة القوات عن أحد المقعدين الكاثوليكيين في زحلة سابين قاصوف وجاد غصن عن أحد المقاعد المارونية في المتن.
تكثر الأمثلة في مختلف الدوائر وبغض النظر عن تعقيدات القانون وشربكاته فان هذه الانتخابات قد أرست واقعاً سياسياً لا بد من التوقف عنده.