عندما يكون نديم في وضع إنتخابي لا يُحسد عليه في “أشرفية البشير”

كتب مارون ناصيف

في وضع إنتخابي لا يُحسد عليه أبداً ويعيشه للمرة الأولى في “أشرفية البشير” خصوصاً ودائرة بيروت الأولى بشكل عام، هو النائب السابق نديم الجميل المرشح عن المقعد الماروني الوحيد في العاصمة.

في وضع إنتخابي لا يُحسد عليه هو نجل الرئيس بشير الجميل لأكثر من سبب وسبب أوّلها كونه يخوض الإنتخابات النيابية للمرة الأولى من دون التحالف مع القوات اللبنانية.

ففي شوارع الأشرفية والرميل والصيفي والمدوّر، إعتاد الجميل أن يسمع من الناخبين خلال جولاته عبارات “مين خلّف ما مات” و”صوتنا دايماً لإبن الشيخ بشير”، و”بشير حيّ فينا ونحنا معك” وغيرها.
الناخبون الذين لطالما رددوا هذه العبارات، يتوزعون على فئات ثلاث.

في الفئة الأولى حزبيون أو مناصرون لحزب الكتائب ونائبه نديم الجميل. في الفئة الثانية أشخاص لا يزالون حتى اليوم يتاثّرون بشخصية بشير الجميل وخطاباته ويقترعون لخطّه السياسي. أما الفئة الثالثة فتضم قواتيين محازبين أو مناصرين، لطالما أعطوا أصواتهم لنديم الجميل على إعتبار أنه نجل مؤسس القوات اللبنانية.

على صعيد الفئتين الأولى والثانية، لم يتغيّر شيء بين الأمس واليوم، فالكتائبي لا يزال كتائبياً، والمتأثرون بشخص بشير، لا يزالون يرددون الشعارات ذاتها وسيقترعون لنديم. التغيير البارز، هو الذي طرأ على الفئة الثالثة أي على شارع ناخبي نديم من القواتيين الحزبيين والمناصرين و”ما أكثرهم” يقول متابعون للعملية الإنتخابية في الأشرفية والرميل والصيفي والمدور.

هؤلاء، وحتى لو كان الموضوع يزعجهم، لن يقترعوا لنجل بشير في دورة العام 2022 وقد صارح عدد منهم الجميل بقراره. هم سيعطون أصواتهم التفضيلية إما لمرشح القوات الأساسي في الدائرة الوزير السابق غسان حاصباني حتى لو كانوا من الموارنة وهو مرشح عن مقعد الروم الأرثوذوكس، وإما لحليف القوات عن المقعد الماروني جورج شهوان وهو الرئيس السابق لنادي الحكمة، وإما للمرشح التي تطلب منهم قيادة القوات في معراب التصويت له وقد يكون هذا المرشح إما جهاد بقرادوني نجل الرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني وحليف القوات عن مقعد الأرمن الأرثوذوكس، وإما ايلي شربشي المحامي القواتي المرشح عن مقعد الأقليات في دائرة بيروت الأولى.

أضف الى ذلك هناك سبب ثانٍ يضع نديم الجميل في وضع إنتخابي لا يُحسد عليه في دورة العام 2022 ألا وهو تحالفه مع النائب جان طالوزيان الذي لا يملك بمفرده حاصلاً إنتخابياً للائحته وقد سبق له أن حصل في العام 2018 على 4166 صوتاً بينما وصل الحاصل الإنتخابي الأول الى 5458 صوتاً في الدائرة. كذلك لا يملك نديم حاصلاً بمفرده وهو الذي حصل في العام 2018 على 4096 صوتاً. أصوات طالوزيان هذه تراجعت بحسب إستطلاعات الرأي لأسباب عدة أبرزها فكّ تحالفه مع القوات اللبنانية، وأصوات نديم تراجعت أيضاً بسبب القواتيين الذين هجروه ولأنه لم يلمع نيابياً وتشريعياً، وبالتالي إذا جمعنا الأصوات التي من المتوقع أن يحصل عليها الجميل وطالوزيان يتبيّن لنا أن الرجلين يملكان حاصلاً إنتخابياً مؤكداً ونيف، وإذا لم يتمكن حلفاؤهم على اللائحة وهم من الشخصيات المستقلة من رفع هذا النيف من الأصوات الى كسر أعلى، ستحصل لائحتهما على مقعد واحد فقط، وهنا ستكون المنافسة بين الجميل وطالوزيان على هذا المقعد الواحد.

Read Previous

ليزيكو: التضخم يجبر أسبانيا على مراجعة مسارها الاقتصادي

Read Next

التيار يفتح ملف صيدا