
كتب طوني طراد
في ظل الركود الفني الحالي، وندرة المهرجانات الغنائية والمسرحيات، واقتصار الحفلات الغنائية على الأعياد والمناسبات الخاصة… ما زال الفنّان غسان صليبا متفائلاً ببزوغ فجر جديد يحمل أملاً واعدًا لهذا الوطن التي تكاثرت عليه الخيبات في السنوات الثلاث الأخيرة
وعلى رغم أنه عانى كفنّان الأزمة الاقتصادية الخانقة، والتي طالت الجميع، كما يوضِح، لكنه على رغم فداحتها يأبى أن يتملّكه اليأس من عدم النجاح في التغلّب عليها، لذلك نراه يقول: “إنشالله الفرج قريب”.
وبما أنّ الجميع يَتلهّف لمشاهدته بطلاً في مسرحية غنائية جديدة، هو الذي كان قد “تعملَق” في الكثير من مسرحيات الأستاذ منصور الرحابني، أبرزها: صيف 840، أبو الطيّب المتنبي، ملوك الطوائف… وعلى رغم تعَطّشه الى المسرح الغنائي، فإنه يوضِح: “من المستحيل حاليًا أن أكون بطلاً في مسرحية غنائية، فليس هناك منتج يستطيع المجازفة بهذا الأمر في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة”.
ونظرًا لانعدام الأمل في هذا المجال، ركّزَ جهوده في السنوات الأخيرة على التمثيل التلفزيوني، فبرعَ في مسلسلات درامية عديدة، مثل مسلسلَي “وأشرقت الشمس”، و”أول نظرة”. وفي عِزّ التنافس الحالي على عَرض المسلسلات الدرامية على مختلف محطات التلفزة والمنصات الالكترونية في شهر رمضان، أوضح غسان صليبا أن “لا جديد لديه على الصعيد الدرامي”، لكنه يشارك حاليًا في العمل على “ترسيخ القانون المهني لنقابة ممثلي السينما والمسرح والتلفزيون، إضافة الى كثير من المشاريع التي تحفظ كرامة الفنان اللبناني وتُنصفه”.
وإذا كانت شركات الانتاج قد بدأت بإطلاق كاسيتات لهذا الفنّان الخَلوق منذ سبعينات القرن الماضي والعديد من السيديات والديفيديات في تسعيناته، فإنّنا نلاحظ أنه أصبح يركّز على إطلاق أغنية واحدة في السنوات الأخيرة من مسيرته الفنية. وعن هذه الناحية يوضح أنّ “التركيز على إطلاق أغنية واحدة كل فترة هو أفضل من إطلاق عدة أغنيات دفعة واحدة في dvd مَخافة أن تطغى شهرة أغنية على أخرى”.
هذا الفنّان الثائر بمواقفه وأعماله، والذي اشتُهِر بأغنية “لَمعِت أبواق الثورة” من كلمات المُبدِع منصور الرحباني وألحانه، و”نَجّمَ” في أغنية “كل شي تغيّر” من كلمات الفنان إيلي شويري وألحانه، شاركَ شخصيًا في ثورة “17 تشرين”، وكانت له أغنيتان، الأولى هي “عَلّي الصَوت” من كلمات الشاعر نعمان الترس وألحان الأستاذ جيمي منّاع، والثانية هي “الشعب الغاضب” من كلمات الشاعر إميل فهد وألحان الأستاذ جهاد حدشيتي، يوضِح أنّ “المجتمع اللبناني لديه تعقيدات كثيرة، فهو غير موجود في الأزمات الكبرى. هناك البُعد الطائفي والارتهان للزعيم والاقطاعي من أجل خدمات اجتماعية، من واجب الدولة القيام بها أصلاً بدون مِنّة من أحد”. ولدى سؤاله هل تعتقد أنّ ثورة 17 تشرين حقَقت أهداف الشعب اللبناني أو خذلته؟ يجيب: “ينقصنا المزيد من الوعي السياسي والاجتماعي، ومن السهل تشتيت الثورة إذا كانت من دون قيادة، إضافة الى أنه هناك أولويّات يجب التركيز عليها في مَطالب الثوّار التي يجب أن تكون بعيدة عن الغوغائية”.
غسان صليبا قامة إبداعية راقية، وقيمة فنيّة قلّ نظيرها في الشرق، ننتظر منه الكثير من النجومية في عالمَي الغناء والتمثيل… ولعلّ الآتي يحمل إلينا ما نتوخّاه.