تحذيرات أميركية متجدّدة للصين في ظلّ التحولات الجيو-سياسية

كتب هادي بو شعيا

على الرغم من موقفها الحيادي إلى حدّ كبير من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، عادت الولايات المتحدة الأميركية لتحذّر الصين مجدّداً من مغبة التورط بدعم روسيا على الصعيدين العسكري والإقتصادي، إلّا أنّ تقارير غربية تحدّثت عن دعم بكين لموسكو بشكل كبير خلال الأشهر الماضية.

فقد استوردت الصين خلال الشهر الماضي ضعف كمية الغاز الطبيعي المسال من روسيا بالمقارنة مع الكمية التي استوردتها في العام السابق، وذلك على الرغم من تراجع الرغبة في عمليات الشراء الفوري بسبب ارتفاع الأسعار. ورأى مراقبون أنّ الصين تصطف إلى جانب حليفتها روسيا في الحرب الأوكرانية، لكنّها تنتهج سياسة تعتمد على تقديم الدعم بشكل “غير مباشر”، وإعلان الحياد أمام المجتمع الدولي، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب للبلدين.

بيد أنّ المعطيات تشير إلى تضاعف حجم التعاون بين الصين وروسيا إلى حدّ غير مسبوق في ضوء العقوبات المفروضة على الثانية، بما سيدفع نحو تحقيق طفرة جديدة لبكين التي تجد في منطقة الصراع الروسي الغربي فرصة لتحقيق أهدافها الإقتصادية، منها على سبيل المثال الإعتماد على اليوان بديلاً عن الدولار في المعاملات التجارية الخارجية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ شهر شباط/فبراير الماضي شهد توقيع اتفاقين جديدين في قطاع النفط والغاز بين روسيا والصين بقيمة 117.5 مليار دولار، فيما يتصاعد الخلاف بين روسيا والغرب، ذلك أنّ روسيا، التي تعتبر ثالث أكبر مورّد للطاقة في العالم، عملت بشكل كبير على تعزيز شراكتها مع الصين، التي تشكّل أكبر مستهلك للطاقة في العالم أيضاً، في محاولة من موسكو لإيجاد بدائل لسوق النفط الروسي بعيداً من أوروبا التي تهدّد بوقف وارداتها لتعميق العقوبات ضدّ موسكو.

في حين تعدّ الصين من أهم المستفيدين من الأزمة الأوكرانية، إذ برز دورها كقوّة إقليمية قادرة على لعب دور محوري في التحولات الجيو-سياسية الدولية، وأيضاً كشريك اقتصادي قوي لروسيا ومنافس للولايات المتحدة، في ظلّ الرهان على ازدياد قوة التحالف الروسي الصيني وجعله أكثر توغلاً خلال السنوات المقبلة كأحد أبرز تداعيات الأزمة الأوكرانية.

Read Previous

ليزيكو: التضخم يضع بريطانيا أمام خيارات صعبة في ميزانيتها

Read Next

بوتين يثأر: النظام العالمي الجديد إلى الحضيض